أساليب البعض في الغش تفقده خواصه وتتلفه
عسل النحل غذاء ودواء، وهب الله هذه النعمة لعباده وهي تحتاج منا إلى الشكر للبارئ عز وجل الذي أوحى إلى هذا المخلوق الصغير (النحلة) بأن تجمع الرحيق من كل الثمرات وهي ذليلة مسخرة لذلك لتنتج العسل.
تدخُّل الإنسان في عسل النحل بالمعاملات قد يفقده خواصه العلاجية، ويلجأ بعض الناس لهذا التدخل لإزالة خاصية طبيعية فيه مثل التبلور أو لمنع حدوثها مثل التجميد بعد الفرز أو اختبار صفة مثل الجودة، وفي هذا الموضوع الهام والحساس أود أن أوضح للمستهلك أن هذه المعاملات من أخطر المعاملات التي تؤثر على عسل النحل، ونوجزها فيما يلي:
التجميد
وضع العسل في الفريزر في درجة برودة 18°م تحت الصفر المئوي هي طريقة خاطئة يلجأ إليها بعض تجار العسل أو مستهلكيه بقصد اختبار جودة العسل (هل يتجمد أم لا)، ولا يعلم أن بوضع العسل في الفريزر وتعريضه لدرجات تبريد منخفضة تفقده الأنزيمات مثله في ذلك مثل التسخين على 100°م ويفكك بعض المركبات العلاجية. فالعسل يحتوى على أنزيمات هامة مثل الدياستيز والإنفرتيز والجلوكوز أكسيديز وغيرها من الأنزيمات؛ فالتجميد مثل التسخين يتلف هذه الأنزيمات. وننصح بعدم وضعه في الفريزر (المجمد) وإذا أراد أن يثبت جودته فعليه بالتحليل المخبري.
كما يلجأ بعض تجار العسل والنحالين بعد فرز العسل من الشمع إلى وضعه في الفريزر لغرض منع حدوث التبلور مستقبلاً، ولكن ماذا يحدث للعسل، تتلف خواصه العلاجية، فماذا استفاد المستهلك، حيث يخسر المبالغ المالية التي يدفعها لهذه النوعية من العسل. وهذه التجربة أو المعاملة من قبل المستهلك والنحالين –المتمثلة في التجميد– تدور حول محور التبلور وهو ما يُطلق عليه عامة الناس التجمد.
التسخين
تسخين العسل عملية يلجأ إليها بعض تجار العسل بقصد إزالة التبلور أو تغيير لون العسل إلى اللون البني الداكن (عنبري داكن) يقصد الغش أو ادعاء مصدر آخر للعسل كعسل الطلح أو الشوكة.
وقد تلجأ لذلك المصانع لتسهيل عملية التعبئة والبسترة أي تعقيمه من الأنزيمات والفطريات ومنع التبلور، وأود أن أنبه أن تسخين العسل بدرجة شديدة يُتلفه ويحوله من عسل صالح للاستهلاك وعلاجي إلى عسل غير صالح للاستهلاك الآدمي. والسبب يعود إلى ارتفاع مقدار مادة الهيدروكسي ميثيل فورفورال، وهذه مادة ناتجة من تأكسد سكر الفركتوز في وجود حمض وحرارة، وهي ضارة بالصحة. كما يُتلف التسخين الشديد الأنزيمات في العسل التي لها خاصية علاجية. كما يُخل بمقدار بعض المركبات الأخرى مثل فوق أكسيد الهيدروجين وغيره من المركبات العلاجية، فيتحول العسل إلى مادة غير مفيدة من الناحية العلاجية بل قد تكون ضارة.
إذًا التسخين الشديد والتجميد وجهان لعملة واحدة من حيث التأثير على عسل النحل من الناحية العلاجية.